كتب أحمد جمال موسى
إذا أحب الناسُ أحدا كتموا عيوبه ونشروا فضائله، فلماذا لا ينشر المؤمنون فضائل رسولهم وليست له عيوب؟!
تصِف أم المؤمنين (عائشة) عُلُو همة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فتقول: "وأيكم يطيق ما كان يطيق" .
كان أعلى الناس همة فى الطُّهر والعفاف والأمانة والاستقامة والشجاعة
والعطف والحنان والصدق والتعبد، كان سيد المجاهدين والصابرين والعابدين
والصائمين، كان أعلى الناس توكلاً ويقينا، كان أشجع الناس وأرحمهم وأشدهم
حياءً، كان أحسن الناس خُلُقا ومروئة وتواضعا، كان أكثر الناس مراقبة
وخشوعا وتضرعا لربه، كان أطول الناس صلاة، كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه،
ويبكى حتى تبتل الأرض من دمعه .
لم يخلف موعده مع الله فى أيَّة عبادة أو جهاد، ومع ذلك كان يَحي حياة البشرية، فلم تتخلف نفسه عن أغراض حياته قيد شعْرَة .
أيكم يطيق ما كان يطيق:
لقد جهر برسالته وهو الوحيد الأعزل، أُوذي فى الله ما لم يؤذ أحد قبله، بلَغ وبلَّغ فى غير هروب .
سلوا شِعَاب مكة وقبائلها، سلو الطائف وطرقاتها عن سيّد الرجال، سلوهم عن رجل انطلق مهموماً بعد عودته من الطائف فلم يستفق إلا وهو بقرن الثعالب، سلوهم عن رجل فاق أهل المعالى وعلا مَن عَلاها .
فلقد سرت مسرى النجوم همومُه ومضت مُضيَّ الباترات عزائمُه .
كان يعلم يقيناً أنه جاء الحياة ليغيرها، فكان عطوفا يَودُّ مَن حوله .
انظر إلى مودته لمرضعته وحفاوته بها (وقد جاوز الأربعين من العمر) حين يلقاها فيهتف لها "أُمِّى أُمِّى" ويفرش لها ردائه .
حضنته (ربته) فى طفولته جارية عجماء، فلم ينس مودتها بقية حياته .
كان يعطف حتى على الحيوان، فكان يُصغى للهرَّة الإناءَ فتشرب، فيتوضأ بفضلها .
طال عطفُه حتى الجمادَ، فكان يسمى قصعته بالغرَّاء، وسيفه سماه ذا الفقار، ودرعه ذات الفضول .
وفى تسميته تلك الأشياء بالأسماء معنى الألفة التى تجعلها أشبه بالأحياء .
فمهما سطرت المجلدات وانبرت الأقلام متحدثة عنه، عازفة أناشيد عظمته، ستظل جميعاً كأن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لسانها .
لم يخلف موعده مع الله فى أيَّة عبادة أو جهاد، ومع ذلك كان يَحي حياة البشرية، فلم تتخلف نفسه عن أغراض حياته قيد شعْرَة .
أيكم يطيق ما كان يطيق:
لقد جهر برسالته وهو الوحيد الأعزل، أُوذي فى الله ما لم يؤذ أحد قبله، بلَغ وبلَّغ فى غير هروب .
سلوا شِعَاب مكة وقبائلها، سلو الطائف وطرقاتها عن سيّد الرجال، سلوهم عن رجل انطلق مهموماً بعد عودته من الطائف فلم يستفق إلا وهو بقرن الثعالب، سلوهم عن رجل فاق أهل المعالى وعلا مَن عَلاها .
فلقد سرت مسرى النجوم همومُه ومضت مُضيَّ الباترات عزائمُه .
كان يعلم يقيناً أنه جاء الحياة ليغيرها، فكان عطوفا يَودُّ مَن حوله .
انظر إلى مودته لمرضعته وحفاوته بها (وقد جاوز الأربعين من العمر) حين يلقاها فيهتف لها "أُمِّى أُمِّى" ويفرش لها ردائه .
حضنته (ربته) فى طفولته جارية عجماء، فلم ينس مودتها بقية حياته .
كان يعطف حتى على الحيوان، فكان يُصغى للهرَّة الإناءَ فتشرب، فيتوضأ بفضلها .
طال عطفُه حتى الجمادَ، فكان يسمى قصعته بالغرَّاء، وسيفه سماه ذا الفقار، ودرعه ذات الفضول .
وفى تسميته تلك الأشياء بالأسماء معنى الألفة التى تجعلها أشبه بالأحياء .
فمهما سطرت المجلدات وانبرت الأقلام متحدثة عنه، عازفة أناشيد عظمته، ستظل جميعاً كأن لم تبرح مكانها ولم تحرك بالقول لسانها .