كتبت هالة الشحات
حيث كشفت آخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عن
وجود نحو 198 ألف حالة طلاق خلال عام 2017، بزيادة قدرها
3.2٪ على عام 2016، ويرى العلماء أن معدلات الطلاق
بمصرفي زيادة مستمرة ، فقد كشفت دراسات سابقة أن هناك حالة
طلاق كل 7 دقائق، وكثرت المراكز التي أخذت على عاتقها الاهتمام
بهذه الكارثة لتصدر البيانات عن أعداد حالات الطلاق في اليوم
الواحد بل وبالدقيقة .. وأصبحت حاليًا هناك حالة طلاق
في مصر كل 4 دقائق.
الطلاق : هو حل عقد الزواج بعبارةٍ تفيد ذلك، وكان الأصل في
مشروعيته الكتاب والسنة وبإجماع العلماء، وذلك من خلال قوله
تعالى: " الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ "
ومن قوله - صلى الله عليه وسلم "أبغض الحلال إلى الله الطلاق"،
والطلاق في الإسلام مباح للحاجة، فإذا لم يوجد من يبرره، ووقع
بغير سبب شرعي أثم صاحبه عند الله تعالى؛ لأنه أساء استعمال
الحق الذي جعله الشارع بيده ؛
قال تعالى : "فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا "
• حالات الطلاق :
ويرجع بعض في مصر زيادة حالات الطلاق والخلع وتزايدها إلى
" قانون الخلع "
إن أكثر حالات الطلاق تكون خلال السنة الأولى والثانية بعد الزواج
مباشرة ، "هيا نتزوج"، بدون أن يقرأ أي منهما عن الزواج وطبائع
النفس ، لا أحد يفكر إن كان هذا الشخص سيستطيع أن يتفاهم معه أم
لا، فيكتشف كل شخص في النهاية أن من أمامه هو شخص آخر
يختلف تماما في طباعه عن شريكه في الحياة..
أسباب الطلاق ... !
لا شك أن أسباب الطلاق متعددة، وقد يكون السبب من الزوج أو
الزوجة ، أو منهما ، ومن هذه الأسباب ، سوء العشرة ، بأن يعامل
أحد الزوجين الآخر معاملة مسيئة ، سواء إساءة لفظية أو فعلية ، أو
بإهمال وعدم مراعاة الآخر، والاستمرار في هذا النوع من المعاملة ،
قد يؤدي في نهاية المطاف إلى فقدان الصبر، واللجوء للطلاق ..
* الفتور العاطفي وفقدان المشاعر بين الزوجين :
وفي الإطار نفسه، تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن الزواج السريع
يقف خلف سرعة الطلاق في السنة الأولى من الزواج ، والتي تعد
أصعب السنوات في علاقة الزوجين ..
• من أسباب الطلاق كذلك، تغليب أحد الزوجين مصلحته الفردية ..
• الغضب وسرعة الانفعال كذلك ، وهدم الحياة الزوجية ، لأنه يسد
باب الحوار والتفاهم بين الزوجين ..
• إفشاء المشكلات الزوجية وعدم احتوائها، وإدخال أطراف خارجية
فيها، فالتدخل الخارجي غير الحكيم في المشكلات الزوجية ، قد
يزيدها ولا يحلها، سواء من قبل أسرة الزوج أو الزوجة أو الأقارب أو الأصدقاء.
• امتناع الزوج عن الإنفاق على زوجته تقصيراً وبخلاً .
• هجران الزوج لزوجته مدة لا تقل عن سنة من غير عذر مقبول ..
• عدم قيام أحدهما أو كلاهما بالحقوق المطلوبة من كل منهما.
• كثرة المطالب التي لا يتحملها طرف من الآخر وهذا قد يؤدي إلى
خلاف، ومن ثم الطلاق.
• التباين في النشاط الجنسي قد يؤدي على زيادة التوتر بين الزوجين.
• أن يتم الطلاق لأسباب وجيهة، كالخيانة الزوجية وتعاطي المخدرات
والمسكرات وحالات العنف الزوجي وغيرها ..
لكن الطلاق اليوم يتم لأسباب مغايرة تماما، يمثل فيها "الفيس بوك"
ومواقع التواصل الاجتماعي رأس الحربة في إنهاء العلاقات الزوجية
ما هي سبل الوقاية من الطلاق ... ؟
• أن يتفق الزوجان فيما بينهما على حسن العشرة ، وقيام كل منهما
بحقوق صاحبة، فإن إحسان العشرة يوجب الاحترام المتبادل ،
ويفضي مع الوقت إلى حلول المودة والانسجام بين الزوجين.
• التأمل في آثار الطلاق، وما قد يترتب عليه من تشتت للأسرة ،
وافتراق الأولاد عن والديهم ، كما أنه قد يصعب على الزوج أن
يتزوج مرة أخرى .
• علاج مشكلة الطلاق .. !
• الحلول العلاجية محاولة حل المشكلات الزوجية بالتفاهم ، وعدم
ترك المشكلات من البداية كي لا تتراكم إلى الحد الذي تؤدي فيه
إلى الطلاق.
• اللجوء إلى الهدنة ، وريما سيستغرب البعض من هذا الوصف ، لكن
الحقيقة أن الزوجين الوشكان على الطلاق ونقصد بالهدنة أن يبتعد
الزوجان عن بعضهما فترة من الزمن قد تسمح لهما بمراجعة النفس ،
وعودة المشاعر الطيبة بينهما ، وقد تُرجع تلك الفترة الأمور إلى
مجراها الطبيعي .. التأكد من قرار الانفصال ؛
• تجنب لفظة الطلاق ؛ على الأزواج التأني بالتلفظ بكلمة الطلاق فهي
تُنهي الحياة الزوجية .
• أن لا يسمح كل من الزوجين بتدخل أحد في حياتهما سواء من قبل
الأهل ، أو الأصدقاء ، أو الأقرباء.
• أن يتبادل كل منهما كلمات الحب والتودد والحنان ، لأن الإنسان
يحتاج إلى إشباع غريزة العاطفة ، وهذه العبارات قد تشبع الجانب
العاطفي.
• على الزوج أن يستعيذ من الشيطان الرجيم ، ويجلس مع زوجته
للنقاش بهدوء وحل الخلافات دون أن تصل الأمور إلى الطلاق.
• إذا كانت الزوجة صاحبة عمل ، أو لديها دخل مادي ، فلا بد من
الاتفاق بين الطرفين ، وتحديد مسؤولية كل منهما ، من ناحية
المساهمة في مصروفات الأسرة وتوزيع الدخل.
• إذا وصل الزوجان إلى طريق مسدود في حل مشاكلهما، وجب أخذ
حكم من أهله وحكم من أهلها، لحل الوضع المتأزم بينهما، لعل الله
يغير الحال ، وتبرز أفكار جديدة من الحكمين لحل الخلافات، والتسلح
بالدعاء ، قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ
وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إصلاحا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا
خَبِيرًا}• العلاج في إصلاح النفس وتقويم السلوك ، وتصحيح معاملة كل من
الزوجين للآخر.