كتبت هالة الشحات
إن مرحلة الثالثة من العمر هي مرحلة بداية استقلال الطفل
وإحساسه بكيانه ، ولكنها في نفس الوقت مرحلة الرغبة في التقليد ؛
فمن الخطأ أن نقول له إذا وقف بجوارنا ليقلدنا في الصلاة:
" لا يا بني من حقك أن تلعب الآن حتى تبلغ السابعة، فالصلاة ليست
مفروضة عليك الآن "
؛ فلندعه على الفطرة يقلد كما يشاء، ويتصرف بتلقائية ليحقق
استقلاليته عنا من خلال فعل ما يختاره ويرغب فيه، وبدون تدخلنا ..
فإذا وقف الطفل بجوار المصلي ثم لم يركع أو يسجد ثم بدأ يصفق
مثلاً ويلعب، فلندعه ولا نعلق على ذلك، ولنعلم جميعاً أنهم في هذه
المرحلة قد يمرون أمام المصلين، أو يجلسون أمامهم أو يعتلون
ظهورهم، أو قد يبكون، وفي الحالة الأخيرة لا حرج علينا أن نحملهم
في الصلاة في حالة الخوف عليهم أو إذا لم يكن هناك بالبيت مثلاً من
يهتم بهم ... في هذه المرحلة
يمكن بالكلام البسيط اللطيف الهادئ عن نعم الله تعالى
وفضله وكرمه وعن حب الله تعالى لعباده، ورحمته ؛
يجعل الطفل من تلقاء نفسه يشتاق إلى إرضاء الله .
وفي نفس الوقت لابد من أن يكون هناك قدوة صالحة يراها الصغير
أمام عينيه ، فمجرد رؤية الأب والأم والتزامهما بالصلاة
خمس مرات يومياً، دون ملل يؤثّر إيجابياً في نظرة الطفل لهذه
الطاعة، فيحبها لحب المحيطين به لها، ويلتزم بها
كما يلتزم بأي عادة وسلوك يومي.
الابتعاد عن أسلوب المواعظ والنقد الشديد أو أسلوب الترهيب
والتهديد ؛ وغني عن القول أن الضرب في هذه السن غير مباح،
فلابد من التعزيز الإيجابي، بمعنى التشجيع له حتى تصبح الصلاة
جزءاً أساسياً من حياته ...