recent
أخبار ساخنة

أهمية الأخلاق والأدب

الصفحة الرئيسية



                                              


كتبت هالة الشحات 

أهمية الأخلاق والأدب ...؟!


الأخلاق عامة هي المبادئ والقواعد المُنظمة للسلوك الإنساني، وقد دعا الإسلام إلى الالتزام بالأخلاق الحميدة والتمثُل بها، وحثّ على حفظها وصيانتها...

أرسل الله تعالى نبيه محمد ﷺ جعل من مَهمات دعوته وصميم رسالته أن يُتم الأخلاق ويُكملها، فالأخلاق موجودة راسخة برسوخ الأمم ونشوئها قبل النبوّة والبعثة، غير أنها كانت ناقصة مسلوبة الروح والمضمون، فجاءت الشريعة الإسلامية لتُكملها وتُلبسها لباساً يُجملها ويَجعلها في أحسن صورة ..

والأخلاق الحسنة هي حالة إنسانية سلوكية يسعى كثير من الناس الباحثين عن الكمال للوصول إليها وإدراكها، والأخلاق ترفع درجة الإنسان في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فالناس يُحبون صاحب الأخلاق الحسنة الحميدة ويتقربون إليه ويتمنون صحبته وصداقته، وهي كذلك ترفع درجة المؤمن عند ربّه جلّ وعلا، بل وتجعله من أقرب الناس مَجلساً إلى رسول الله يوم القيامة، وقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: " إنَّ أحَبَّكم إليَّ وأقرَبَكم منِّي في الآخرةِ أحاسِنُكم أخلاقًا وإنَّ أبغَضَكم إليَّ وأبعَدَكم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكم أخلاقًا "

الأدب : هواستعمال ما يحمد، قولاً وفعلاً ..

الأدب مع الله : هو موضوع القرآن الكريم، والصراط المستقيم الذي به يصِل العبد إلى ربِّه، ومن أراد أن يتأمل أمثلتَه الحية فلينظُر إلى تعبير القرآن ولفظ الأنبياء والصالحين ممن شهد لهم القرآن بذلك.

فقد حقق أيوب عليه السلام مقامَين من مقامات الأدب: الأول: الصبر على أقدار الله، والثاني: حسن التعبير في حق الله عز وجل وقد سماه الله صابراً فقال: " إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ "

ومن مقامات الأدب مع الله ما ذكَر الله سبحانه من قصة الذبيح، وقد أشاد القرآن بها، فهي جمعت بين مقام الصبر ومقام الرضا وحسن الظن بالله عز وجل، فحين رأى إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يذبح ابنه لم يتردد في ذلك، وبادر بإخبار ولدِه، فكان جواب ولده في قمة الأدب مع الله، وذلك بسرعة استجابته لأمر الله ووعده بالصبر وتعليقه للصبر بالمشيئة ..

قال الله تعالى " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين" أي: امضِ لما أمرك الله من ذبحي وسأصبر وأحتسب ذلك عند الله عز وجل. وصدق صلوات الله وسلامه عليه- فيما وعد؛ ولهذا قال الله تعالى: " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا"

الأدب مع الخلق : هذه مراتب، وأمورها كثيرة جداً، مثل الأدب مع الوالدين، والأدب مع أهل العلم، والأدب مع الجيران، والأدب مع الضيف، والأدب مع كذا ومع كذا، فبابه عظيم وواسع، وكذلك الأدب الذي ينبغي للمسلم أن يتحلى به في حياته، أدبه في نومه، أدبه في خروجه من منزله، أدبه في دخوله لمنزله، أدبه في استيقاظه، أدبه أثناء يومه وحياته، هذه كلها آداب ينبغي على الإنسان أن يتحلى بها ..يحقق الالتزام بالأدب رضا الله عز وجل ورسوله، وانسجاما في الإنسان وسلوكه الفردي والاجتماعي.ودليل على المروءة فإنه زيادة في العقل وهدوء النفس وعدم الانفعال والحكمة في اكتشاف الناس حوله ، ويحقق الالتزام بالأدب الإيجابية في الحياة، وإتاحة الفرصة للإبداع والابتكار، والحيوية في السلوك ..

في حالة عدم الأدب يورث غضب الله ورسوله وينقلب انفلات الإنسان وهبوطه إلى الأدنى، أو ارتكاب الأفعال الهابطة .. وتجنب كل من حوله ... ويورث أيضاً الكراهية والبغض والسمعة السيئة ..

الأدب مع السلطان. وهذا باب عظيم قد وقع الإخلال فيه في هذه الأزمنة وما قبلها، لكن للأسف الشديد في هذا الأزمنة تلبس المخالفون فيها بلباس صعب للغاية .. انظروا إلى قوله ﷺ : "مَنْ أَكْرَمَ سُلْطَانَ اللَّهِ أَكْرَمَهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَذلهُ أذلهُ الله"

Translate

google-playkhamsatmostaqltradent