كتبت هالة الشحات
يتضايق كل من الزوج أو الزوجة من المقارنة؛ لأنه يتولد لديه
أو لديها شعور بالدونية والإحباط وعدم تقدير الطرف الآخر له
ولمجهوداته ومشاعره، فقد يلجأ الزوج لمقارنة زوجته بغيرها
من النساء بسبب الانفتاح الإعلامي وتقدم وسائل الاتصال،
وقد يتخذ بعض الأزواج هذه الطريقة كمبرر لهم لإقامة علاقات
غير مشروعة خارج الإطار الزوجي وتخفيف الشعور بالذنب،
فيعمد إلى هذه المقارنات السلبية ...
غالباً ما تأتي المقارنة من الرجل عندما يشعر بالإهمال من الأنثى،
فالزوجة عندما تهمل في منزلها أو في شكلها، خاصة فيما يتعلق
باللبس والحرمان من الحقوق الزوجية وغيرها ،
تجعل نفسها عرضة للمقارنة من قبل الزوج ...
الرجال ليس لهم الحق في مقارنة الزوجة بغيرها مهما حدث؛
لأن هذا أسلوب غير راقٍ، في حين أنهم يرفضون تماماً أن تقارنهم
الزوجة برجل آخر، ما يولد لدى الزوجين مشاكل عائلية لا تنتهي أبداً
فالجميع يعرف أن الرجل من باب الغيرة يغضب عندما تذكر زوجته
اسم رجل آخر، وخاصة إذا كانت تقارنه به وتتحدث عن محاسنه،
الرجال بطبعهم لا يحبون من يقارنهم بغيرهم، ويعدون ذلك تعدياً
على كرامتهم إهانة ، فالرجل يحب في المرأة أن تشبع شعوره
بالأهمية والتميز والإعجاب برجولته، ويسعى لإثبات ذلك..
وخصوصاً الرجل الشرقي لا يقبل مقارنته بآخر مهما كانت الأسباب
.. والمرأة الذكية هي من توصل المعلومة بكل لباقة بعيداً عن الندية
التي تثير غضبه وتقلل من شأنه ..
ولذلك فالأولى من الطرفين البعد عن مثل هذه المقارنات
التي ليس لها أي فائدة فـالمقارنة الجارحة قد تؤدي
لنتائج عكسية لدى المرأة... وأيضاً الرجل ...
ولكن هذا لا يعطي الزوج حق استخدام المقارنة أبداً؛ فعملية
المقارنة في حد ذاتها خاطئة، فالله خلق الناس لكل منهم شخصيته
المستقلة عن غيره ومميزات آخرى ...
واختلاف الشخصيات كاختلاف البصمات تماماً.
لابد من الزوج استخدام أساليب ذكية ومؤثرة إيجابياً في محاولاتهما ؛
لإكمال النقص عند الطرف الآخر بحيث لا تخلو من تشجيع وامتداح
والتغيير بطريقة صحيحة بهدوء وحكمة ، وأن يكون النقد عادة
بعيداً كل البعد عن التشخيص بما يمس الكرامة ...